الشيخ مكارم بن إدريس الخالصي

بقلم: الباحث الحقوقي
وليد الصكر
نشرت المقالة على موقع ويكيبيديا
بتاريخ 11 اكتوبر/تشرين الأول 2019


مكارم بن إدريس النهر خالصي[1] او مكارم بن النهر الخالصي، [2] او مكارم النهر خالصي، [3] من كبار المتصوفة، داره في نهر الخالص من أراضي العراق فنسب إليها. كان من أكابر الرجال وأجلة المشايخ وأصحاب التصريف، سكن قرية الدولاب على نهر الخالص شرق بغداد على مرحلة منها، ومات بها وقبره يزار. وكان في عصر الشيخ عبد القادر الجيلاني (المتوفى سنة 1166م) موجوداً. وكان شيخه الشيخ علي الهيتي ينبه إلى أفضليته وتقدمه، [4] ومن احفاد الهيتي الوالي العثماني علي الچلبي المعروف باسم قره علي الذي اصبح الصدر الأعظم بين سنة (1623-1624م).

إشارات للمرقد

وردت الإشارة إلى مرقده خلال الغزو المغولي لبغداد، فيذكر ان هولاكو رحل ونزل في قبة الشيخ مكارم ، ومن هناك كان يسير مرحلة بعد مرحلة إلى ان بلغ معسكراته في خانقين.[5] وفي عهد الدولة العثمانية وخلال سير الحملة التي قادها السلطان سليمان القانوني لانتزاع بغداد من قبضة الدولة الصفوية والتي عرفت بسنة فتح بغداد (1534)، حيث وصل السلطان مع جيشه مرقد (الشيخ محمد سكران) و (لقمان الحكيم) بالقرب منه، و [كانوا قبل ذلك قد][6] رأوا في طريقهم مرقد الشيخ مكارم، ثم وصلوا الإمام الأعظم فنزل السلطان عن فرسه فزار مرقده ثم ركب وسار بجيوشه إلى بغداد.[7]

من أقواله

عند وصفه للمحب قال: والمحب: من ألف الخلوة، وانِس بالوحدة، واستحيا من ربه، وقام ببابه وسارع إلى طاعته، وأكثر من ذكره وعبادته، وأسبل دمعه واشتياقه، والتمس قربه، وخاف فراقه، فصفا قلبه من الأكدار، وطهر سره من الأغيار، وعفر خديه بالأسحار بين يدي الملك الجبار.

وكان الشيخ مكارم يتمثل بهذه الأبيات:
أحبك أحياناً من الحب لم أجد ...لمعرفتي منه الذي يتصرف
وفيهن أن لا يخطر الشوق ذكركم ...على القلب إلا كادت النفس تتلف
وحب لدي للجسم والشوق ظاهره ...وحب لدى نفسي من الروح ألطف
وحبه هو الداء العضال لعينه ...له قدم تعدو علي فأدنف
فلا أنا منه مستريح وميت ...ولا انا منه ما حييت مخفف


وله حكايات كثيرة أخرى ابتعدنا عن ذكرها لكون جلها يشوبها البعد عن العقل، وفيها مسحة الأساطير الشعبية بائنة عند الناقل لها.
المصدر:
https://sites.google.com/site/waleedalsaqar/mukarim-bin-idris-al-khalisi