رحــلة ابـن بــطــوطــة
المسماة تحفة الأنظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار
ابن بطوطة، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي، رحلة ابن بطوطة المسماة تحفة الأنظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، تقديم وتحقيق ووضع خرائط وفهارس عبد الهادي التازي، الرباط: مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة التراث، 1997.
عجلون يشقها نهر ماؤه عذب
قال ابن بطوطة بعد خروجه من مدينة نابلس بفلسطين: ثم سافرت منها إلى مدينة عجلون "وهي بفتح العين المهملة"، وهي مدينة حسنة لها أسواق كثيرة، وقلعة خطيرة. ويشقها نهر ماؤه عذب. وقال التازي: تقع عجلون في الشمال الغربي لجرش بالمملكة الأردنية الهاشمية، وقلعتها التي تحمل اسم قلعة الربض أسست سنة 580=1184 من لدن أحد حكام السلطان صلاح الدين: عز الدين أسامة، وقيل إنه كان في مكان القلعة دير قديم يسكنه نصراني اسمه عجلون ابن شداد (ت 648)
القصير الأردنية مدينة قصب السكر
قال ابن بطوطة في رحلته بعد خروجه من الغور: ثم وصلنا إلى القصير، وبه قبر معاذ بن جبل رضي الله عنه، تبركت أيضاً بزيارته. قال التازي: معاذ بن جبل الأنصاري.. بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد غزوة تبوك قاضياً ومرشداً لأهل اليمن وأرسل معه كتاباً إليهم يقول فيه: إني بعثت لكم خير أهلي.. وقد شارك معاذ أبا عبيدة في فتح الشام وخلفه بعد وفاته لكنه مات أيضاً بالطاعون في نفس السنة 18=639 دفن بالقُصير سالف الذكر. وقال: القصد إلى قُصير معين الدين بالغور الذي ذكره ياقوت من أعمال الأردن، يكثر فيه قصب السكر
اللجون بها الماء الجاري
قال ابن بطوطة، وهو في طريقه إلى الحجاز مع الركب الشامي، بعدخروجه من بركة زيرة، متحدثاً عن اللجون: وبها الماء الجاري. وقال التازي: يقع اللّجون على بعد ثلاثين كيلو متراً شمال غربي الكرك
أربعة أيام في الثنية
قال ابن بطوطة بعد رحيله من حصن الكرك متجهاً إلى الحجاز مع الركب الشامي: وأقام الركب بخارج الكرك أربعة أيام بموضع يقال له الثنية، وتجهزوا لدخول البرية. وقال التازي: توجد (الثنية) على بعد ثلاث كيلو مترات جنوب شرقي الكرك، وهي الثنية الحالية، (ثنية مدران)
حصن الكرك والتجهز لدخول برية الحجاز
قال ابن بطوطة بعد رحيله من اللجون ووصوله إلى حصن الكرك متجهاً إلى الحجاز مع الركب الشامي: ثم أقام الركب بخارج الكرك أربعة أيام بموضع يقال له الثنية، وتجهزوا لدخول البرية. وقال التازي: بني حصن الكرك عام 504=1145 من لدن الصليبيين تحت اسم (Karak des Moabites) واستولى عليه الأيوبيون عام 583=1188، وأنشئت به إمارة أصبحت فيما بعد إقليماً على حدة، وقد زرته مراراً ويقع شمال (مؤتة) حيث شيدت جامعة عظمية هناك
من عقبة الصوان إلى الصحراء
قال ابن بطوطة، وهو في طريقه إلى الحجاز مع الركب الشامي، بعد خروجه من معان: ونزلنا من عقبة الصوان إلى الصحراء التي يقال فيها: داخلها مفقود وخارجها مولود. وقال التازي: عقبة الصّوان تقع على بعد ستين كيلو ميتراً جنوب معان وتسمى اليوم محطة عقبة الحجاز
معان آخر بلاد الشام جهة الحجاز
قال ابن بطوطة بعد رحيله عن حصن الكرك: ثم ارتحلنا إلى معان، وهو آخر بلاد الشام. وقال التازي: مَعان: تقع جنوب الأردن على مقربة من مدينة الأنباط الشهيرة، البتراء زرناها 13/12/1996 مع الأكاديمية ويتحدث السفير ابن عثمان في رحلته عام 1201م عن عيون معان وبساتينها وعنبها ورمانها
سبب تسمية كلبة بهذا الاسم
قال ابن بطوطة بعد خروجه من مرسى شبة وهو في طريق عودته إلى طنجة: ثم (سافرنا) إلى مرسى كلبة، ولفظها على لفظ مؤنثة الكلب
خورفكان مدينة ذات حدائق وأشجار ونخل
قال ابن بطوطة بعد قدومه من اليمن وخروجه من مدينة نزوى: ومن مدن عمان مدينة زكي لم أدخلها، وهي على ما ذكر لي، مدينة عظيمة منها القريات وشبا وكلبا وخورفكان وصحار، وكلها ذات أنهار وحدائق وأشجار ونخل، وأكثر هذه البلاد في عمالة هرمز
تبوك مدينة مباركة تجود بالماء المعين
قال ابن بطوطة بعد خروجه من مدينة بصرى، وهو في طريقه إلى الحجاز مع الركب الشامي، واصفاًً مدبنة تبوك التي وصل إليها: وهي الموضع الذي غزاه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيها عين ماء كانت تبض بشيء من الماء. فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوضأ منها، جادت بالماء المعين. ولم يزل إلى هذا العهد ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن عادة حجاج الشام إذا وصلوا منزل تبوك، أخذوا أسلحتهم، وجردوا سيوفهم، وحملوا على المنزل، وضربوا النخل بسيوفهم، ويقولون: هكذا دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وينزل الركب العظيم على هذه العين فيروي منها جميعهم، ويقيمون أربعة أيام للراحة وإرواء الجمال واستعداد الماء للبرية المخوفة التي بين العلا وتبوك. ومن عادة السقائين أنهم ينزلون على جوانب هذه العين، ولهم أحواض مصنوعة من جلود الجواميس، كالصهاريج الضخام يسقون منها الجمال، ويملأون الروايا والقرب. ولكل أمير أو كبير حوض يسقي منه جماله وجمال أصحابه، ويملأ رواياهم. وسواهم من الناس يتفق مع السقائين على سقي جمله وملء قربته، بشيء معلوم من الدراهم. ثم يرحل الركب من تبوك، ويجدون السير ليلاً ونهاراً خوفاً من هذه البرية. وفي وسطها الوادي الأخيضر: كأنه وادي جهنم، أعاذنا الله منها. وأصاب الحجاج به في بعض السنين مشقة بسبب ريح السموم التي تهب، فانتشفت المياه، وانتهت شربة الماء إلى ألف دينار، ومات مشتريها وبائعها. وكتب ذلك في بعض صخر الوادي. ومن هنالك ينزلون بركة المعظم، وهي ضخمة، نسبتها إلى الملك المعظم من أولاد أيوب. ويجتمع بها ماء المطر في بعض السنين، وربما جف في بعضها. وقال ابن بطوطة بعد خروجه من العلا وهو في طريق عودته إلى طنجة: (وسافرنا إلى)تبوك
سلطان أفريقية المخلوع
قال ابن بطوطة: وكان أمير الإسكندرية في عهد وصولي إليها يسمى بصلاح الدين، وكان فيها أيضاً في ذلك العهد سلطان أفريقية المخلوع، وهو زكرياء أبو يحيى بن أحمد بن أبي حفص المعروف باللحياني. وأمر الملك الناصر بإنزاله بدار السلطنة من إسكندرية، وأجرى له مائة درهم في كل يوم. وكان معه أولاده عبد الواحد ومصري واسكندري وحاجبه أبو زكريا بن يعقوب ووزيره أبو عبد الله بن ياسين. وبالإسكندرية توفي اللحياني المذكور وولده الاسكندري وبقي المصري بها. قال ابن جزي: من الغريب ما اتفق من صدق الزجر في اسمي ولدي اللحياني الاسكندري والمصري فمات بها، وعاش المصري دهراً طويلاً بها وهي من بلاد مصر. وتحول عبد الواحد لبلاد الأندلس والمغرب وأفريقية، وتوفي هنالك بجزيرة جربة.
لقراءة الموضوع كامــلا من المصــدر
اضــغــط هـــنـــــــا